بقلم : سلوى المؤيد
..............................................
كان علي بن أبي طالب مستشاراً ناصحاً للخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وحريص على بقائه حياً وكان عمر بن الخطاب يبادله حباً بحب ويذكر دائماً فقهه وحكمته الواسعة .
وكم كانت فرحة علي بن أي طالب عندما أهداه عمر بن الخطاب ثوباً
،فكان علي يرتديه كثيراًبعد وفاة عمر . وعندما سأله شخص .
" يا أمير المؤمنين إنك تكثر من ارتداء هذا البرد(الثوب).
قال على بن أي طالب رضي الله عنه
"لقد كساني إياه خليلي وصفي عمربن الخطاب رضي الله عنه ،ناصح الله فنصحه"
ثم بكى عليه .
يقول البعض إذا كان عمر يحب علي كل هذا الحب لماذا لم يضعه كخليفة له ،والجواب على ذلك واضح وبسيط .
وهو أن الإسلام أمر بالشورى بين المسلمينفي تسيير أمور الحكم حتى أن هناك سورة نزلت بإسم "الشورى " نظرا لإهمية الشورى وضرورة تطبيقها في حياة المسلمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبقها طوال حياته كنبي ورسول ويقول أبي هريرة أحد الصحابة
"ما رأيت حد أكثر مشورة لإصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم "وكانت تطبيقاته للشورى متنوعةبحسب الحادثة وأهميتها والظروف المحيطة بها .
والأمثلة كثيرة عليه حيث لا يسع المقال لذكرها في مسألة استشارته للصحابة في المعارك التي شارك بها أثناء نشر الدين الإسلامي .وكان الرسول الكريم يستشير الصحابة حتى في أموره الخاصة حتى لا يظلم أحد لا في أحكامه العامة أو في أحكامه على آل بيته .
وبهذا استطاع رسول الأمة الإسلامية أن يرسخ الشورى في نفوس الصحابة حوله وجعلهم مثالاً يقتدي به المسلمون من بعده .
إن تطبيق الشورى التي عمل بها الرسول والصحابة الأربعة من بعده هي الطريق لتحقيق العدل والحرية والكرامة،والوسيلة للخلاص من الإستبداد والقهر السياسي في الحكم ، وفي تعامل الناس بعضهم البعض سواء في حياتهم الخاصة أو العامة
وبالشورى تبنى المجتمعات الفاضلة والدول القوية..ألم يذكر الله سبحانه في سورة "الشورى " "وأمرهم شورى بينهم "
إذن ،لا يستطيع عمر بن الخطاب الحريص على تطبيق الآية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى كأساس لاختيار الخليفة للخلافة ، في القرآن الكريم في سورة "الشورى " أن يفرض على بن أبي طالب على الناس كخليفة لهم من بعده حتى لو أعجبه ،دون اتباع مبدأ الشورى ، لذلك رشح علي لثقته في قدرته على القيادة أن يكون ضمن ستة من الصحابة وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله ، ليختار المسلمون خليفة منهم للمسلمين من بعده وهو ما يدل على حبه واحترامه وإيمانه بقدرات علي بن أبي طالب كخليفة للمسلمين . حتى أنه قال لإبنه عبدالله قبل وفاته "لو ولوها عليا لسلك بهم الطريق "
*حقيقةاختيار الخليفة الأول للمسلمين
ولو عدنا إلى اختيار أبوبكر الصديق للخلافة ودرسنا الموقف الخطير الذي واجه الأمه الإسلامية عند وفاة الرسول الكريم لوجدنا عذرا في انشغال أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب عن دفن الرسول الكريم رغم حزنهما الشديد على فقدانه.
إذا واجه هذين الصحابين الجليلين موقفاً صعباً يهدد اتحاد المسلمين بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث تشاجرت جماعة من الأنصار مع جماعة من المهاجرين كلٍ يدعي أحقية جماعته بالخلافة أثناء دفن الرسول الكريم ،
كان الأنصاريدعون أنهم ناصروا الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تم إيذائه من قبل الكفار مع من أسلم معه في مكة ولجوئه إلى المدينة وضحوا بإموالهم وأرواحهم من أجل نشر الدعوة الإسلامية مثلهم مثل المهاجرين ،فلماذا لا يكون لهم حق الخلافة وتكون حكراً على المهاجرين فقط ؟
والمهاجرون يعتقدون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون من قبيلة قريش التي خرج منها الرسول الكريم .
وعندما احتدم الخلاف بينهم ترك أبو بكر وعمر الإهتمام بدفن الرسول الكريم واتجهوا لحل هذا الموضوع الخطيرالذي يهدد اتحاد المسلمين في هذا الوقت الصعب الحزين .وقاما بإقناعهم حول أهمية أن تظل الخلافة في قبيلة قريش لإنها القبيلة التي خرج منها الرسول الكريم ،وقبل الأنصار بذلك .
واختار المهاجرون والأنصار أن يكون أبو بكر الصديق أول خليفة للمسلمين بعد رسول الأمة الإسلامية محمد صلى الله عليه وسلم لكبر سنه وخبرته وحزمه وقربه من الرسول الكريم ،كصديق يضرب المثل في وفائه ومناصرته للدين الإسلامي بماله ونفسه منذ بداية ظهور هذا الدين .
لكن أبوبكر الصديق رفض ورشح عمربن الخطاب لهذه المهمة الصعبةلهيبته وقوة شخصيته ،لكن عمر بن الخطاب لم يقبل بترشيحه وأصر مع المهاجرين والأنصار على أن أبي بكر الصديق أكثر شخص صالح للخلافة بسبب الظروف الصعبة والمخاطر المحيطة بالدين الإسلامي وسط انفعال الناس وعدم تصديقهم لموت الرسول صلى الله عليه وسلم، ودعوة بعض الناس إلى الإرتداد عن الدين الإسلامي
وهكذا تم اختيار أبو بكر حسب الشورى المطلوبة في القرآن الكريم واستتبت الأمور بعد ذلك لينتشر الدين الإسلامي وتكبر الدولة الإسلامية .
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh